عـــــــــــــــواد
t563557-topic
عـــــــــــــــواد
t563557-topic
عـــــــــــــــواد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عـــــــــــــــواد

منتدى منوع
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك
Admin
حامل المسك


عدد المساهمات : 54
نقاط : 162
تاريخ التسجيل : 27/09/2011

فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب  Empty
مُساهمةموضوع: فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب    فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب  Icon_minitimeالسبت أكتوبر 08, 2011 5:42 am

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد
الصادق الأمين
وعلى آله وأصحابه أجمعين وأمهات المؤمنين
ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين


فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
محدَِّث الأمة


أسمه ونسبه



هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي . أبو حفص ( 1 )

اسم أمه ونسبها :
هي حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبدالله بن عمر بن مخزوم . وقيل حنتمه بنت هشام بن المغيره فعلى هذا تكون أخت أبي جهل وعلى الأول تكون أبنت عمه. قال أبو عمر ومن قال ذالك يعني بنت هشام فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليسا كذلك إنما هي أبنت عمهما لأنه هاشماَ وهشاما ابني المغيره أخوان . فهاشم والد حنتمه وهشام والد الحارث وأبي جهل وكان يقال لهاشم جد عمر( ذو الرمحين ) .
وقال أبن منده : أم عمر أخت أبي جهل قال أبو نعيم : هي بنت هشام أخت أبي جهل وأبو جهل خاله . ورواه عن ابن إسحاق .
وقال الزبير : حنتما بنت هاشم فهي أبنت عم أبي جهل كما قال أبو عمر وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا . ( 2)
أما أم حنتمه : فهي الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص وقد كان لهاشم بن المغيره ولد فلم يعقبوا . ( 3 )
ثالثاَ : اسم الخطاب ونسبه :
هو الخطاب بن نفيل بن عبدا لعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي . أمه حيه بنت جابر بن أبي حبيب الفهميه . وولد نفيل بن عبدالعزى : الخطاب بن نفيل, وعبد نهم ( 4)
لا بقيه له قتل في الفجار , وأمهما : حيه بنت جابر بن أبي حبيب , بن فهم و أخوهما لأمهما : زيد بن عمر بن نفيل . ( 5 )
قلت : هذا هو نسب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيح
و ليس الذي يرويه الرافضة في كتبهم لان الرافضة معروفين بالكذب و الزندقة وحقدهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .



1- يلتقي نسب أمير المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب
2- أسد ألغابه ج 4 ص 137- 138
3- نسب قريش ص 301
4- عبد نهم اسم رجل وهو أخو الخطاب
5- نسب قريش صفحه 347



محدّث الأمة عمر رضي الله عنه
ــــــــــــــــــــــ
من كتاب مدارج السالكين لأبن القيم الجوزية


يوجد عشرة مراتب للهداية العامة والخاصة
المرتبة الرابعة منها :التحديث



فتكون للصديقين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
إنه كان قبلكم مُحدَّثون ( تشديد الدال مع الفتح ) فأن يكن في هذه الأمة أحدٌ فعمر بن الخطاب )
رواه البخاري وأحمد ومسلم


والمُحدَّث : هو الذي يحدَّث في سرِه وقلبه بالشيء فيكون كما يحدَّث .
ويقول الشيخ رحمه الله والصديّق أكمل من المحدّث لأنه استغنى بكمال صديقيته ومتابعته عن التحديث والإلهام والكشف فأنه أسلم قلبه كله وسره وظاهره وباطنه الى الرسول صلى الله عليه وسلم فاستغنى به عما به .
أنتهى


من جملة ما كان يحدّث به هو كلمات الآذان التي وافقت ما رضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبقيت الى يومنا هذا بين جميع الفرق عدا الرافضة التي غيرت وخالفت .
ومنها هو الحجاب للنساء قبل نزول الأمر به فكان مثل ما تمنى رضوان الله عليه
إن الفضائل للمرء ليست كلمات مديح مجردة إنما هي أخلاقه وأعماله الحسنة وما طابق منها القرآن والسنة وما كانت على يديه من صلاح الأمر حتى إذا توفي كانت مآثره واقعا ً سجله التاريخ غيرت الأحداث الى أحسن من سابقتها ، وهذا ما كان منه رضي الله عنه أيام خلافته فكان يشرف على الجيوش في كل صغيرة وكبيرة ويرسل الكتب للقادة ويحثهم بالموعظة الحسنة والألتزام بالقرآن وبالشجاعة مقبلين غير مدبرين حتى تم له فتح بلاد فارس بما كانت عليه من قوة .

من كتاب الخلفاء الراشدون للأستاذ عبد الوهاب النجار

كان يخرج كل يوم يتنسم الأخبار من حين يصبح الى أنتصاف النهار ثم يرجع الى منزله وبينما هو بسبيل ذلك ذات يوم لقى البشير عمر ، فسأله من أين ؟
فأخبره قال : يا عبد الله حدثني قال : هزم الله العدو وعمر يخب معه ويستخبره والبشير يسير على ناقته ولا يعرفه حتى دخل المدينة ، فإذا الناس يسلمون عليه بإمرة المؤمنين ، فقال الرجل :هلا أخبرتني رحمك الله إنك أمير المؤمنين ؟ وجعل عمر يقول : لا عليك يا أخي
فهكذا يكون أمراء المؤمنين والخلفاء الراشدون .
قرأ عمر الكتاب على الناس وقال :
( إني حريص على أن لا أدع حاجة إلا سددتها ما اتسع بعضنا لبعض ، فإذا عجز ذلك عنا تآسينا في عيشنا حتى نستوي في الكفاف . ولوددت أنكم علمتم من نفسي مثل الذي وقع فيها لكم ولست معلمكم إلا بالعمل ، إني والله ما أنا بملك فاستعبدكم ، وإنما أنا عبد الله عرض علي الأمانة ددتها عليكم واتبعتكم ختى تشبعوا في بيوتكم وترووا سعدّت ، وإن أنا حملتها واستتبعتها الى بيتي شقيت ففرحت قليلا ً وحزنت طويلا ً وبقيت فلا أقال ولا أرد فأستعتب .

في خلافته :
فتح بلاد فارس: وقعة البويب التاريخية
القادسية الأولى ، فتح بابل ، المدائن ، جلولاء ، تكريت قرقيسيا ( أو الجزيرة على نهر الفرات ) في العراق
في فارس
فتح الأهواز ، غزو فارس من البحرين فتح رامهرمز والسوس وتستر ، فتح نهاوند ، فتح أصبهان ، فتح أذربيجان ، فتح الري فتح الباب ( على بحر قزوين ) ، فتح خراسان .
الفتوح في بلاد الروم :
فتح دمشق والأردن فتح حمص ، فتح بيت المقدس .
فتح مصر

(تمصير الكوفة وبناءها بعد الحريق وتمصير البصرة )
قدر عمر لهما المناهج أربعين ذراعا ً وما بين ذلك عشرين ذراع والأزقة سبع أذرع والقطائع ستين ذراع وأول شيء خطه فيهما وبنى المسجدان ( مسجد الكوفة ومسجد البصرة ) وقام في وسطهما رجل شديد النزع فرمى في كل جهة بسهم وأمر أن يبني فيما وراء ذلك ، وبنى ظلة في مسجد الكوفة على أساطين رخام في مقدمته كانت في بعض أبنية الأكاسرة بالحيرة وبنوا لسعد دارا ً بحيال المسجد وهي قصر الكوفة بينها وبين المسجد طريق منتصب بناها روزبة من آجر بنيان الأكاسرة بالحيرة ( وهذا الدار هو دار علي بن أبي طالب المعروف والموجود اليوم )
وجعل الأسواق على شبه المساجد من سبق الى مقعد فهو له حتى يقوم منه الى بيته ويفرغ مما معه .
( وهذا موجود الى الآن في العراق وتسمى السوق الشعبي أو العلوة )
بلغ عمر أن سعدا ً قال وقد سمع أصوات الناس من الناس : سكّنوا عني الصويت ) وإن الناس يسمونه قصر سعد فبعث محمد بن مسلمة الى الكوفة وأمره أن يحرق باب القصر ثم يرجع ، فحلف له سعد ما قال الذي قالوا فرجع محمد فأبلغ عمر وصدقه .

كل هذه الفتوحات العظيمة وكانت مدته لا تزيد عن عشر سنوات جعل للمدن الأسلامية اساس عظيم فقد كان في عهد أبا بكر الصديق ينظر الى الوقائع التي يدلي بها الخصوم ولم يكن في زمانه أسم القاضي ، أما في خلافته فقد شغلته أمور الخلافة والفتوحات عن القضاء فعين قضاة مختصين بفصل الخصومات ومن أعرف من ولاهم عمر القضاء أبو موسى الأشعري وكان مما كتبه عمر كتابه المشهور الذي يعتبر بمثابة لائحة داخلية يعمل القضاة بمقتضاها ونصها :



بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله عمر أمير المؤمنين الى عبد الله بن قيس :
سلام عليك . أما بعد : فأن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له . آس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك حتى لا يطمع الشريف في حيفك ولا ييأس الضعيف من عدلك . البينةعلى من أدعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صاحا ً أُحـِل حراما ً أو حرم حلالاً . لا يمنعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك وهديت فيه لرشدك ، إن ترجع الى الحق فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل .
الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك فيما ليس في كتاب ٍ أو سنة . ثم أعرف الأشباه والأمثال ، فقـِس الأمور عند ذلك وأعمد الى أقربها الى الله وأشبهها . واجعل من أدعى حقا ًغائبا ًأمدا ًينتهي إليه ، فإن أحضر بينته وإلا أستحللت عليه القضية فأنه أنفى للشك وأجلى للعمى .
المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا ً في حد أو مجربا ً عليه شهادة زور أو ظنينا ً في ولاء أو نسب ، فأن الله تولى منكم السرائر ودرأ بالبينات والإيمان .
وإياك والقلق والضجر والتأذي بالخصوم والتنكر عند الخصومات فأن الحق في مواطن الحق يعظم الله به الأجر ويحسم به الذكر ، فمن صحت نيته وأقبل على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن تخلق للناس بما يعلم الله إنه ليس من نفسه شانه ُ الله ، فما ظنك بثواب غير الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته .
والسلام .
وكان عفيفا ً في مال المسلمين وله في ذلك شواهد ، أمر بتدوين الدواوين وفرض العطاء لما أزداد الفيء من الخراج والجزية دعا عمر بن الخطاب الصحابة واستشارهم في كيفية التدوين فقال علي بن أبي طالب : (تقسم كل سنة ما اجتمع من مال ولا تمسك منه شيئا )ً
وقال عثمان : ( أرى مالا ً كثيرا ً يسع الناس وإن لم يحصوا حتى يعرف حتى يعرف من أخذ ممن لم يأخذ خشيت أن ينتشر الأمر )
وقال الوليد بن هشام بن المغيرة : قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانا ً وجندوا جندا ً فدون ديوانا ً وجند جندا ً ) ، فأخذ بقوله والديوان هو الدفتر الذي يكتب فيه أهل الجيش وأهل العطية كما في القاموس ، وكان عمر أول من جعل حصة لأهل من أستشهد من الجيش . وهذا ما كان في الشام بالرومية والعراق واستمر الى عهد عبد الملك بن مروان بالشام حيث نقله الى العربية والعراق الى العربية .
من كتاب الخلفاء الراشدون ( عبد الوهاب النجار )
ص227 ــ 229
سيرة عمر في عماله :
كان عمر ممن يشترون رضا العامة بمصلحة الأمراء . فكان الوالي في نظره فردا ً من الأفراد يجري حكم العدل عليه كما يجري على غيره من سائر الناس .
فكان حب المساواة لا يعدله شيء من أخلاقه :إذا اشتكى العامل الرعية جره الى المحاكمة حيث يقف الشاكي والمشكو منه بينهما في الموقف حتى يظهر الحق فإن توجه قبل العامل اقتص منه إن كان هناك الى القصاص أو عامله بما تقضي به الشريعة أو عزله .
وإن ما ذكرناه من إحضار سعد بن أبي وقاص من الكوفة لشكوى رفعها بعض من ألبوا عليه في وقت كان المسلمون في أشد الحاجة إليه إذ كانت البعوث تضرب على الناس وهم في التهيؤ لمناهضة العجم الذين جمعوا الجموع لحرب المسلمين وإخراجهم من فارس فلم يكرثه ذلك ولم يشغله عن النظر في شكوى الشاكين وسعد من نفس عمر بالمنزلة التي دفعت به الى جعله من أصحاب الشورى الذين ينتخب الخليفة منهم من بعده . وهو من أخوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فاتح القادسية والمدائن والعراق ومدّخ الفرس وممصر الكوفة ، أشتكى عليه بعض رعيته فأرسل محمد بن مسلمة يحقق الشكاية علنا ًوجاء بسعد وخصومه الى عمر فوجده بريئا ًمن كل ما قرف به ولكنه عزله احتياطا ً . وأوصى عند وفاته أن يولى لأنه لم يعزله لجيانة أو خيانة .
وقد قال للمؤلبين : ( إن الدليل على ما عندكم من الشر نهوضكم في هذا الأمر ولقد أستعد لكم من استعد ــ يعني الفرس ــ وأيم الله لا يمنعني ذلك من النظر فيما لديكم وأن نزلوا بكم )
وروى الطبري أن عمر كان يقول في عماله : ( اللهم إني لم أبعثهم ليضربوا أبشارهم ، من ظلمه أميره فلا إمرة عليه دوني )
وعن أبي رواحة قال : ( كتب عمر بن الخطاب الى العمال قال : أجعلوا الناس عندكم في الحق سواء ، قريبهم كبعيدهم وبعيدهم كقريبهم ، إياكم والرشا والحكم بالهوى وأن تأخذوا الناس عند الغضب فقوموا بالحق ولو ساعة من نهار)
كان عمر شديد المراقبة لعماله كثير السؤال عن سيرتهم وأخبارهم يقيم عليهم العيون يوافونه بأخبارهم ولا يتركون خبر سوء يبلغه عن أحدهم دون تحقيقه والتثبت في شأنه تثبتا ً لا يدع للشك مجالا ًولا يغفل أن يرسل إليهم الأوامر تباعا ً وأن يعدلوا ولا يظلموا ولا يأخذوا بالظنة ولا يبغوا ولا يغدروا .
ولما غدر الهرمزان (الفارسي) بعد العهد خشى أن يكون ذلك من ظلم أصابه من المسلمين فاستقدم وفدا ً من البصرة فيهم الحنف بن قيس وسأله عن غدره أعن ظلم ؟ قال : لا . فكتب الى عتبة بن غزوان زيادة في الوصية ومبالغة في التوكيد : ( أعزب الناس عن الظلم واتقوا واحذروا أن يدال عليكم لغدر منكم أو بغي فأنكم إنما ادركتم بالله ما أدركتم على عهد عاهدكم عليه ، وقد تقدم إليكم فاوفوا بعهد الله وقوموا على أمره يكن لكم عونا ً وناصرا ً)
وبلغه أن حرقوصا ً عامله على الأهواز نزل جبلا ً كؤودا ً يشق على من رامه والناس يختلفون إليه فكتب إليه :
( أما بعد : بلغني إنك نزلت منزلا ًكؤودا ًلا تؤتى فيه إلا على مشقة . فأسهل ولا تشقّ على مسلم ولا معاهد وقم في أمرك على رجل تدرك الآخرة وتصفُ لك الدنيا ، ولا تدركنك فترة ولا عجلة فتكدر دنياك وتذهب آخرتك ) .
وخطب عمر فقال : ( ياأيها الناس ، أني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكني أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسننكم ويقضوا بينكم بالحق ويحكموا بينكم بالعدل فمن فُعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي ، فوالذي نفسي بيده لأقصنّه منه )
فوثب عمرو بن العاص فقال : ( يا امير المؤمنين ، أرأيت إن كان رجلا ص من أمراء المسلمين على رعيته فأدب بعض رعيته إنك لتقصه منه؟ ) قال : ( أي والذي نفس عمر بيده إذن لأقصنّه منه ، وكيف لآ أقصنّه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتص من نفسه ؟ ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم )


وكان عمر يأمر عماله أن يوافوه في الموسم ومن كانت له شكوى أو مظلمة وافاه الى موسم الحج ورفعها الى العامل بحضرته . وهناك ترد الى المظلوم ظلامته ويشكيه من خصمه فكان العمال يخافون الأفتضاح في موقف الحج على رؤوس الأشهاد ويحدو بهم ذلك الخوف عن الأبتعاد عن الظلم .
أن المغيرة بن شعبة ، كان أميرا ًعلى البصرة وهو ذو بلاء وغناء في نصرة الدين وفتوح فارس وغيرها ، أتهمه بعض من كان معه بتهمة شنيعة فلم يلبث أن أرسل إليه كتابا ًعاتبه فيه واستحثه وعزله وأمّر غيره وهو : ( أما بعد ، فقد بلغني نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميرا ً . فسلم ما في يدك والعجل العجل )
فقدم على عمر ومعه الشهود الذين شكوه فلم تثبت التهمة عليه ، وأقام عمر الحد عليهم بما فرضه الله لمثلهم .
وكان عمر إذا بلغه عن عامل من عماله ريبة في معصية لم يمهله أن يعزله ، لأن استصلاح الرعية بضرره بالعزل خير من الأبقاء عليه مع ضرر الراعية ، ومن ذلك أنه استعمل النعمان بن نضلة على ميسان من بلاد فارس وكان يقول الشعر فقال :
ألا هل أتى الحسناء إن حليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت ُغنتني دهاقين قريـة وصناجة تشدو على كل ميســم
فإن كنت ندماني فبالأكبراسقن ـي ولا تسقني بالأكبر المتثلـــم
لعل أميـر المؤمنيـن يســوءه تنادمنـــا بالجوســق المتهــدم

فقال عمر ( أي والله إنه ليسوءني ذلك ) ، وعزله ، فقدم الى عمر وقال :
( والله ما احب شيئا مما قلت ولكن كنت أمرءا ً شاعرا ًوجدت فصلا ً من القول فقلت فيه الشعر .
فقال عمر : ( والله لا تعمل ألي على عمل ما بقيت) .

وكان عمر قد أقام محمد بن مسلمة مفتشا ً عاما ً يرسله الى كل بلد أشتكى على أميره وكان عمر يثق به ثقة تامة وكان أهلا ً لذلك منه . وقد كاان من رأيه أن يحقق الأمر تحقيقا ًعلنيا ًعلى ملأ من الأشهاد ، إذ لامحل للتأثير في الشهود والخصوم لأن يد عمر كانت قوية جدا ًوقد زاد في حرية الناس كثيرا ً . فما كان أحد يخشى أميرا ًولا عمر بن الخطاب ، اللهم إلا المريب فإن عقابه عليه كان صارما ً .
ومما ساس عمر به عماله أنه كان يحصي عليهم أموالهم قبل توليتهم ، فإذا زاد لهم مال بعد ولا يتهم صادرهم عليه كله أو بعضه ، ذلك أنه كان يرى أن لا يتناول العامل من مال الأمة فوق كفايته . فإذا تأثل ( جمع مالا وغنى ) مالا كان بذلك إما مريبا ً أخذه من غير حله فبيت مال المسلميت أولى به وفيهم اليتيم والمسكين والضعيف وذو الحاجة .
وأما أن يكون راتبه فوق كفايته والمسلمون أولى بما فضل عن كفاية العامل الذي يعمل بالأجر ، فمن ذلك أن عمر استعمل عتبة بن أبي سفيان على كنانة فقدم المدينة بمال فقال : ( ما هذا يا عتبة ؟ )
قال : مال خرجت به معي وتّجرت فيه . قال : ( وما لك تخرج المال معك في هذا الوجه ؟ فصيره في بيت المال )
في أقامة الحدود :

أخرج الطبري ، عن أبن عمر قال : كنت مع أبن عمر في حج فإذا نحن براكب ، قال عمر هذا يطلبنا . فجاء الرجل يبكي ، قال : ما شأنك ؟ إن كنت غارما ً( مديونا ) أعنّاك وإن كنت خائفا ًآناك إلا أن تكون قتلت نفسا فتـُقتل بها ، وإن كنت كرهت جوار قوم حولناك عنهم . )
قال : إني شربت الخمر وأنا أحد بني تميم وإن أبا موسى جلدني وحلقني وسود وجهي وطاف بي على الناس ، وقال ، لا تجالسوه ولا تواكلوه فحدثت فحدثت نفسي بأحدى ثلاث ، إما أن أتخذ سيفا ًفأضرب به أبا موسى ، وأما أن آتيك فتحولني الى الشام فأنهم لا يعرفونني ، وأما أن ألحق بالعدو فآكل معهم وأشرب .
فبكى عمر وقال : ( ما يسرني أنك فعلت وأن لعمر كذا وكذا ، وإني كنت لأشرب الناس لها في الجاهلية وإنها ليست كالزنا )
وكتب الى أبي موى ما صورته سلام عليك ، أما بعد ، فإن فلان أبن فلان التميمي أخبرني بكذا وكذا ، وأيم الله إني إن عدت لأسوّدَن وجه وجهك ولأطوّفنّ بك في الناس فإن أردت أن تعلم حق ما أقول بعد ، فأمر الناس أن يجالسوه ويؤاكلوه فإن تاب فاقبلوا شهادته ، وحمله عمر وأعطاه مائتي درهم .
ومع أن عمر قد أرخى للناس طول الحرية وأجرهم رسن المساواة وفرش للعامة صدره ، فقد كان مهيبا ً فيهم حتى امتلأت صدورهم بهيبته .
لم يجرد عليهم سيفا ً ولم يرفع عليهم سوطا ً ، وإنما كانت له ( درة ) وهي عصا صغيرة كالمخصرة يستعملها في تأديب من استحق منهم وكنت في يده على الدوام أنّى سار ، وكان الناس يهابونها أكثر مما تخيفهم السيوف . روى الطبري عن أياس بن سلمة عن أبيه ، قال : مر عمر بن الخطاب في السوق ومعه الدرة فخفقني بها خفقة فأصاب طرف ثوبي .
فقال : أمط الطريق . فلما كان العام المقبل لقيني ، فقال :
( يا سلمة تريد الحج ؟ فقلت : نعم ، فأخذ بيدي فانطلق الى منزله فاطاني ستمائة درهم وقال : ( أستعن بها على حجك ، واعلم إنها بالخفقة التي خفقتك ) . قلت : يا أمير المؤمنين ما ذكرتها . قال : ( وأنا ما نسيتها )
فكان عمر مؤدبا ً حكيما ً .
وقال الخضري : ولعل درته لم يسلم منها خفقتها إلا القليل من كبار الصحابة .


عفـّة عمر من مال المسلمين :


كان عمر قد أخذ نفسه وأهله بحال التقشف وخشونة العيش حتى ساوى البائس الفقير الذي غنما يعيش بما يتبلّغ به مما يمسك الرمق ويدفع الجوع لم تشره نفسه الى رقيق العيش ونعيم الحياة الدنيا .
ولم يهم بمكاثرة الناس في المال ويرى مال المسلمين مرتعا ًوبيلا على من رعاه فقتر على نفسه تقتيرا ً جعله موضعا ًللأنتقاد واعتراض المعترضين ، وقد بلغ من شدة احترازه عن أخذ مال المسلمين أن عطاءه ربما قصر به عن بلوغ الكفاية من حاجاته وحاجات أهله ، فلايسمح لنفسه بأن يطلب من المسلمين أن يفرضوا له كفايته .
رأى بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعانيه أمير المؤمنين من جهد العيش فاجتمع نفر ٌ منهم فيهم عثمان وعلي وطلحة والزبير ، وقالوا : لو قلنا لعمر في زيادة نزيده إياها في رزقه . فقال عثمان : هلم الى فلنعلم ما عنده من وراء وراء .
فأتوا أم المؤمنين حفصة بنت عمر فحدثوها بما اعتزموا عليه وأوصوها ألا تخبر بهم عمر . وحدثوها بما اعتزموا عليه وأوصوها ألا تخبر بهم عمر . فلقيته حفصة وقالت له في ذلك فغضب وقال :
( من هؤلاء ؟ لأسوءنهم ) . قالت : لا سبيل إلى علمهم .
قال : ( أنت بيني وبينهم ، ما أفضل ما أقتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الملبس ؟ قالت : ثوبين ممشقين كان يلبسهما للوف والجكع . قال : ( فأي الطعام ناله عندك أرفع ؟ ) قالت : حرفا ً من شعير فصببنا عليه وهو حار أسفل عكة لنا فجعلتها دسمة حلوة فأكل منها .
فقال : ( فأي مبسط بسط عندك كان أوطأ ؟ ( أكثر جلوسا) . قالت : كساء ثخين نربعه في الصيف فإذا جاء الشتاء بسطنا نصفه وتدثرنا بنصفه .
قال : ( فابلغيهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر فوضع الفضول مواضعها وتبلغ بالترجية ، وإنما مثلي ومثل صاحبي كثلاثة سلكوا طريقا ًفمضى الأول لسبيله وقد تزود فبلغ المنزل ُم أتبعه الآخر فسلك سبيله فأفضى إليه ثم أتبعهما الثالث فأن لزم طريقهما ورضى بزادهما لحق بهما ، وإن سلك طريقا ً غير طريقهما لم يلقهما ) .


كان عمر مع ذلك لا يسوغ أحدا ًمن أهل بيته أن ينتفع بشيء ليس له فيه حق . روى مالك في الموطأ : أن عبد الله وعبيد الله أبني عمر خرجا في جيش الى العراق فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة ، فرحب بهما وسهل . ثم قال : لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به . ثم قال : بلى ، ههنا مال من مال الله أريد أن أبعث به الى أمير المؤمنين فأسلفكماه فتبتاعان به متاعا ًمن متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤديان رأس المال الى أمير المؤمنين ويكون لكما الربح . فقالا : وددنا ذلك .
ففعل وكتب الى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال فلما قدما باعا فأربحا فلما دفعا ذلك الى عمر قال : ( أكل الجيش أسلفه ) . قال : لا .
فقال عمر بن الخطاب أبنا أمير المؤمنين أسلفكما ، أديا المال وربحه .
فأما عبد الله فسكت ، وأما عبيد الله فقال : ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين هذا ، لو نقص هذا المال أو هلك لضمناه . فقال عمر : ( أديا ) . فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله . فقال رجل من جلساء عمر : يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضا ً . فأخذ عمر رأس المال ونصف ربحه وأخذ عبد الله وعبيد الله نصف ربح المال . قالوا ، وهو أول قراض في الإسلام .


وقد كان عمر إذا نهى الناس عن أمر من الأمور جمع أهله فقال : ( إني نهيت الناس عن كذا وكذا وإن الناس ينظرون أليكم نظر الطير الى اللحم وقسم بالله لا أجد أحدا ً منكم يفعله إلا أضعفت عليه العقوبة )


عمر ومجلس الشورى :


كان عمر لا يستأثر بالأمر دون المسلمين ولا يستبد عليهم في شان من الشئون العامة . فإذا نزل به أمر لا يبرمه حتى يجمع المسلمين ويحيل الرأي معهم ويستشيرهم . ومن مأثور قوله : ( لا خير في أمر أبرم من غير شورى ) . وكان مسلكه في الشورى جميلا ً . فإنه كان يستشير العامة أول أمره فيسمع منهم ، ثم يجمع مشايخ أصحاب رسول الله وأصحاب الرأي منهم ثم يفضي إليهم بالأمر ويسألهم أن يخلصوا فيه الى رأي محمود ، فما استقر من عليه رأيهم أمضاه .
يقول الكاتب : وعمله هذا يشبه النظامات الدستورية في كثير من الممالك النظامية إذ يعرض الأمر على مجلس النواب مثلا ثم بعد أن يقرر بالأغلبية يعرض على مجلس آخر يسمى في بعضها مجلس الشيوخ وفي بعضها مجلس اللوردات فإذا انتهى المجلس من تقريره أمضاه الملك .
والفرق بين عمل عمر وعمل هذه الممالك أن هذا الأمر كان اجتهادا ًمنه وبغير نظام متبع أو قوانين مسنونة . وأما في الممالك المتمدنة اليوم فالأمر يجري على نظام وقوانين . ومن قوله في الشورى :
( يحق على المسلمين أن يكون أمرهم شورى بينهم وبين ذوي الرأي منهم ) . فالناس تبع لمن قام بهذا الأمر ما اجتمعوا عليه ورضوا به لزم الناس وكانوا فيه تبعا ً لهم، ومن قام بهذا الأمر تبع لأولي رأيهم ما رأوا لهم ورضوا به من مكيدة في حرب كانوا فيه تبعا ً لهم .
فهو في قوله هذا قد جعل أولي الأمر منفذين لما رآه أولو الرأي ، والناس تبع للإمام فيما أخذ به من رأي أولي الرأي .
وقد كان لعمر خاصة من علية الصحابة وذوي الرأي ، منهم العباس أبن عبد المطلب وابنه عبد الله وكان لا يكاد يفارقه في سفر أو حضر وعثمان أبن عفان وعبد الرحمن بن عوف وعلي بن ابي طالب ونظراؤهم . كان يستشيرهم ويرجع الى رأيهم .
رأي عمر في الأجتماعات :
كان عمر رضي الله عنه يرى أن ابتعاد الخاصة عن عامة الناس واختصاصهم بأفراد لا يغشى تلك المجالس سواهم أمر غير لائق .لأنه كان يعتبر علية الناس وذوي فضلهم بمنزلة المربي للعامة يقتدون بهم ويترسمون خطواتهم فإذا دفعت العامة عن غشيان مجالس أولي الفضل فأتت الفائدة المقصودة ، ووجدت هوة بعيدة الغور بين الفريقين . ثم يتبع ذلك أن المجالس يدور فيها الكلام على أنحاء وفنون . فإذا نقل ما يدور فيها الى الناس نقل على غير وجهه وصرف عن منحاه وظنت بالمجالس وأهلها الظنون . وكان ذلك أدعى الى سقوط منزلتهم . وفوق هذا فإن ذلك يدعو الى الأختلاف والتدابر والتناكر لأن من يغشون مجلسا ًيدلون بعميد ذلك المجلس وكبيره ، وذلك مؤد الى النفاسة ( الحسد والغيرة ) وقد نهى عمر عن ذلك ناسا من قريش فيما قدمنا عن ابن عباس ، والذي خافه عمر على الناس وعلى من يأتي قد وقع فكثرت الآراء المنقولة عن أفراد ذلك العصر ودعا ذلك الى اختلاف الناس في الدين اختلافا عظيما .



كان في المدينة ملك من الفرس غاضه ما فتح على عهد عمر بلاده وسبي أبناء قارس ويتخذون منهم الموالي وهو الهرمزان ، وكان من السبايا رجل يقال له أبا لؤلؤة عبد المغيرة بن شعبة وكان حاقدا على المسلمين وكان نصرانيا ً فاتفق مع هرمزان وجفينة الأنباري وكعب الأحبار على مؤامرة قتله ، فكان أن قتله بخنجر ذو رأسان نصابه في الوسط فلما سقط حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله سجدة .





أنتهى




رحمة الله عليك يا سيدنا عمر بن الخطاب



ورضي عنك مت شهيدا ًوفزت بالجنة كما بُشرت بها



لعن الله قاتلك فمات مهموما ًمنتحرا ًالى جهنم وبئس القرار

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://azazy.ahladalil.com
 
فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عـــــــــــــــواد :: الرئيسية :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: